أن تحمل صورة علم كل هذا الوجع
"لقد مسه سحر الحلم مرة، وستبقى تلاحقه دومًا ذكرى الخطيئة الجميلة - لحظة حرية، خفة لا تكاد تحتمل لفرط جمالها- تبقى مؤرقة كالضمير". أروى صالح – المبتسرون.
13 سنة تقريبا من أول مرة شفت فيها علم الثورة السورية. في أول سنتين من الثورة كانت صورة العلم بتصيبني بالتفائل والفرحة، بعد كده من أول هزيمتنا في مصر وهزيمة الربيع العربي بالتتابع فضل العلم ده يصيبني بالحزن الشديد لما بشوفه، وجع وهم وتقل على صدري.
بطلت اتابع أخبار سوريا لسنين علشان اتجنب الألم ده، بعرف الخطوط العريضة من بعيد بس بتجنب اشوف العلم ويمكن كل الأعلام التانية اللي ظهرت في سوريا، كلها أعلام بتحسسني بالقرف ما عدا العلم ده اللي بيحسسني بالحزن.
لغاية ما العالم حاول يحتضن الخنزير ابن الخنزير بشار الأسد من سنة، بعد كل جرايمه هو ونظامه وتدميره لسوريا وإجبار السوريين (في أحسن الظروف) على حمل هم بناء مشروع وطني جديد من الصفر الله أعلم العالم هيسيبهم يعملوا ده ولا لا. بقى منظر العلم ده بيصيبني بالغضب الشديد مش عارف ليه.... أو يمكن عقلي الباطن حمله شيلة القهر اللي جيلي حاسس بيها.
معرفش ايه هيحصل لسوريا بعد ما نظام الأسد سقط، ممكن اقعد أحلل واحاول اتنبأ بناء على معطيات إقليمية ومحلية وكل الكلام الحمصي ده بس يمكن النهارده لأول مرة من سنين صورة العلم متحسسنيش بنفس كمية القهر. مش حاسس بلحظة الحرية ولا ذكرى الخطيئة الجميلة كما كان نفسي أحس وانا شايف العلم ده في دمشق، لكن في جزء من القهر اختفى....