ليه التكوينيين أبضن من الإسلاميين؟

للأسف يوسف زيدان استقال خلاص من مركز تكوين والمشروع شكله هيفشل للأبد قبل ما نستنير كلنا. طول عمري بتبضن من لفظ "تنويري" ده والحقيقة الموضوع ملوش دعوة بعلاقة التنويري التقليدية بالدولة من التسعينات اللي يمكن مهربش منها إلا قليلين، يمكن تكون أفكاري الشخصية أقرب لهم من الإسلاميين لكن ده لا ينفي انهم برضو بضان. 

احتقاري لهم سببه إنهم في نهاية الأمر غير مختلفين عن الإسلاميين في رغبة فرض شكل معين من التدين من فوق، في الغالب أحلامهم لا تختلف في جوهرها عن أحلام مراهق إسلامي يشعر بالفوران الجنسي عند تخيل نفسه يقف في حماية الشرطة لقفل محلات الخمور ودلق محتوياتها أمام الكافر الباكي صاحب المحل على الأرض أمامه ليتكون نهر من البيرة منبعه في المحل المحطم ومصبه في البلاعة العمومية. 

عمري ما فهمت فكرة "الدين الصحيح"، الدين فكرة قائمة أصلا على الإيمان وكل شخص بيؤمن بالمناسب له مهما حاولت تغير رأيه، ده مصدر راحته وأمانه النفسي، وفي الغالب كل من الإسلاميين والتنويريين فاهمين ده كويس جدا ولذلك دائما حلمهم هو إن السلطة تقتنع بوجهة نظرهم ووصفهم هم للدين الصحيح وبالتالي تفرضه  أدوات الدولة القمعية على الجميع بالإكراه، وعلى رأي معلقة إسلامية فيسبوكية سيعيش تعليقها في ذاكرتي للأبد "بلاش كلام لا إكراه في الدين بتاع العيال التوتو دول" اللي كانت بتزايد على ربنا شخصيا.

طيب مدام الاتنين بالنسبة لي واحد، ليه التنويريين لهم مكانة خاصة في البلاعة؟

لإن الظاهر في أفكارهم هو "التحرر"، على الأقل الإسلاميين أوساخ بس واضحين في وساختهم، آه هو ده رأينا وهنقنع الدولة تنفذه وطز في اللي مش عاجبه. انما يطلع لي واحد عامل نفسه ليبرالي بس في نفس الوقت عايز السلطة تفرض رأيه؟ دي ليبرالية أمك دي يا برادعي