مع بدء الحرب على غزة والتحيز الواضح لخوارزميات مواقع التواصل الاجتماعي لمصلحة الصهاينة حيث يتواصل حجب المحتوى المناصر لفلسطين بشتى الطرق سواء بإغلاق الحسابات بشكل مباشر أو بتخبئة محتوى تلك الحسابات وعدم إظهاره سوى لعدد قليل من المستخدمين، عاد السؤال الموسمي والإجابات المتعددة له عن متى وكيف نهرب من تلك الرقابة. من الكتابة بالعربية دون حروف، تقطيع الكلمات المفتاحية التي قد يسبب وجودها الحجب، إدخال رموز وفصلات بين الحروف، وغيرها من الحيل يستخدمها رواد مواقع التواصل الاجتماعي بشكل بديهي الآن للهروب من الرقابة، ولكن هل سيستمر نجاح تلك الحيل لوقت طويل؟ أم أن الدائرة سوف تظل تضيق مع الوقت؟ ما الذي أوصلنا إلى تلك الحالة من الخوف من الرقيب ونحن نعيش حياة رقمية كانت تفترض أن يكون براحها يتسع لكل البشر؟

 

بعد تصاعد وتيرة الإبادة الجماعية في غزة من قبل قوات الاحتلال الصهيونية والفشل الذريع لاستراتيجية البروباجندا الصهيونية في توجيه الرأي العام الغربي وذلك لأسباب عديدة منها مثلا انتشار منصة محتوى صينية مثل تيك توك في أوروبا وأمريكا حيث الرقابة على المحتوى المناصر للقضية الفلسطينية أكثر حيادية (لأسباب سياسية بحتة بالتأكيد) حدث تحول ملحوظ في السردية الصهيونية من المظلومية اليهودية تحت زعم أن حماس تحاول تكرار الهولوكوست النازي إلى محاولة الدفاع عن استراتيجية جيش الاحتلال في غزة تحت زعم أن ما تقوم به اسرائيل ليس مذبحة ولا تطهيرا عرقيا، أكثر المحاولات بؤسا كان التلاعب اللغوي والتساؤل البرئ عن "هل كلمة مذبحة هي الكلمة المناسبة في المعجم لوصف ما يحدث؟ أم أن عدد القتلى يجب أن يصل إلى أرقام أكبر بكثير من الرقم الحالي".

 

منذ بضع سنوات في واحدة من النوبات الموسمية للتفكير في الرحيل عن القاهرة أجريت بعض مقابلات العمل في شركات ألمانية قد تتيح لي الانتقال إلى برلين، في واحدة من تلك المقابلات كان مديري المحتمل رجل ألماني أبيض مطلع بعض الشئ على العالم وهو شئ غريب على أغلب العاملين في سوق التكنولوجيا، أنهينا مقابلة العمل وتطرقنا بعد ذلك إلى حياة كل منا الشخصية، بعد ذلك انتبهت أن ذلك النقاش عن الاقتصاد والسياسة والهوايات كان مدخلا ليسأل السؤال الذي باغتني به، هل لديك مشكلة في العمل مع زملاء عمل إسرائيليين؟